الأربعاء، 4 أغسطس 2010

كم من المرات يكون المرء فاقد لبوصلة اتجاهاته, يكون المرء فيه مثل الظمآن فى وسط صحراءه لا يعرف كيف يصل للماء الذى يرويه , فيتوجه إلى اتجاه و يستمر فى ركبه و لا يعرف هل سيصل ؟ فكلما وقف نظر حوله يبحث عما يصبو اليه فلا يجد هدفه و لا يعلم أيكون اتجاهه خطأًً فيغيره أم يظل هكذا يدور فى فلك نفسه .


يتفقد أصحابه فى الركب فمنهم مثله ومنهم من هو حاله أسوأ ومنهم من يعلم الاتجاه ويخبئه فى طيات نفسه ويكذب ليضللك حتى لا تصل اليه , فالماء محدود و عنده من هو أولى منك ليشرب , ومنهم من يمشى وراءك ويجرب فيك ليحمى نفسه من شرور الصحراء, فإن سلمت يمشى وراءك و أن وقعت يحدثك بأنه قد نبهك من قبل ولم تستمع اليه ليكسب ثقتك ويظل وراءك, ومنهم من يتركك ويذهب فقد رأى الركب المنتظر المتجه الى ما يريد أن يصل اليه, ومنهم من يقل لك لماذا كل هذا السعي ؟ فأنت لم تتعرى وما زلت تتنفس. أنت ما زلت حياً, وكأن حياتك وتنفسك يكفيك فلماذا تطلب الماء؟ , وإذا نظرت اليه ترى انه يسكن في واحة ويملك جنات الله فى أرضه !! فإذا نظرت فى تاريخه لترى كيف وصل , تراه وصل بعد أن مشى على أشلاء البشر وهو ينظر إليهم تحت قدميه, ليصل إلى واحته.

هكذا هم البشر و هكذا أنا فى معترك الحياة .